العالم الإسلامي المعاصر على منهج النبوة
من وصايا مجلس مجمع الفقهي الإسلامي
لرؤساء وملوك ورعاة الدول الإسلامية
في العالم الإسلامي المعاصر على منهج النبوة
إن مجلس
مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره السابع بجدة في المملكة العربية
السعودية من 7 إلى 12 ذو القعدة 1412 هـ الموافق 9 - 14 مايو 1992م.
بعد
اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع: (الغزو الفكري) والتي بينت
بداية هذا الغزو وخطورته وأبعاده وما حققه من نتائج في بلاد العرب والمسلمين،
واستعرضت صوراً مما أثار من شبه ومطاعن، ونفذ من خطط وممارسات، استهدفت زعزعة
المجتمع المسلم ووقف انتشار الدعوة الإسلامية، كما بينت هذه البحوث الدور الذي قام
به الإسلام في حفظ الأمة وثباتها في وجه هذا الغزو وكيف أحبط كثيراً من خططه
ومؤامراته.
وقد اهتمت
هذه البحوث ببيان سبل مواجهة هذا الغزو وحماية الأمة من كل آثاره في جميع المجالات
وعلى كل الأصعدة.
وبعد
استماعه للمناقشات التي دارت حول هذه البحوث.
يوصي بضرورة مايلي:
1 - العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية واتخاذها منهجاً في رسم علاقتنا
السياسية المحلية منها والعالمية.
2 - الحرص على تنقية مناهج التربية والتعليم والنهوض بها بهدف بناء الأجيال على
أسس تربوية إسلامية معاصرة وبشكل يعدهم الإعداد المناسب الذي يبصرهم بدينهم
ويحميهم من كل مظاهر الغزو الثقافي.
3 - تطوير مناهج إعداد الدعاة من أجل إدراكهم لروح الإسلام ومنهجه في بناء
الحياة الإنسانية بالإضافة إلى اطلاعهم على ثقافة العصر ليكون تعاملهم مع
المجتمعات المعاصرة عن وعي وبصيرة.
4 - إعطاء المسجد دوره التربوي المتكامل في حياة المسلمين لمواجهة كل مظاهر
الغزو الثقافي وآثاره وتعريف المسلمين بدينهم التعريف السليم الكامل.
5 - رد الشبهات التي أثارها أعداء الإسلام بطرق علمية سليمة وبثقة المؤمن
بكمال هذا الدين دون اللجوء إلى أساليب الدفاع التبريري الضعيف.
6 - الاهتمام بدراسة الأفكار الوافدة والمبادئ المستوردة والتعريف بمظاهر
قصورها ونقصها بأمانة وموضوعية.
7 - الاهتمام بالصحوة الإسلامية ودعم المؤسسات العاملة في مجالات الدعوة
والعمل الإسلامي لبناء الشخصية الإسلامية السوية التي تقدم للمجتمع الإنساني صورة
مشرقة للتطبيق الإسلامي على المستوى الفردي والجماعي وفي كل مجالات الحياة
السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
8 - الاهتمام باللغة العربية والعمل على نشرها ودعم تعليمها في جميع أنحاء
العالم باعتبارها لغة القرآن الكريم واتخاذها لغة التعليم في المدارس والمعاهد
والجامعات في البلاد العربية والإسلامية.
9 - الحرص على بيان سماحة الإسلام وأنه جاء لخير الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة، وبحيث يكون ذلك على
المستوى العالمي وباللغات الحية جميعها.
10 - الاستفادة الفعالة والمدروسة من الأساليب المعاصرة في الإعلام مما يمكن من
إيصال كلمة الحق والخير إلى جميع أنحاء الدنيا ودون إهمال لكل وسيلة متاحة.
11 - الاهتمام بمواجهة القضايا المعاصرة بحلول إسلامية والعمل على نقل حلول
الإسلام لهذه المشكلات إلى التنفيذ والممارسة لأن التطبيق الناجح هو أفعل طرق
الدعوة والبيان.
12 - العمل على تأكيد مظاهر وحدة المسلمين وتكاملهم على كل الأصعدة وحل
خلافاتهم ومنازعاتهم فيما بينهم وبالطرق السلمية وفق أحكام الشريعة المعروفة
إفساداً لمخططات الغزو الثقافي في تفتيت وحدة المسلمين وزرع الخلافات والمنازعات
بينهم.
13 - العمل على بناء قوة المسلمين واكتفائهم الذاتي اقتصادياً وعسكرياً.
14 - مناشدة الدول العربية والإسلامية مناصرة المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد
في شتى بقاع الأرض ودعم قضاياهم ودرء العدوان عنهم بشتى الوسائل المتاحة.
كما يوصي المجلس أيضاً الأمانة العامة للمجمع باستمرار
الاهتمام بطرح أهم قضايا الموضوع في لقاءات المجمع وندواته القادمة نظراً لأهمية
موضوع الغزو الفكري وضرورة وضع استراتيجية متكاملة لمجابهة مظاهره ومستجداته ويمكن
البدء بقضيتي التبشير والاستشراق في الدورة القادمة.
والله ولي التوفيق.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar