Jumat, 20 April 2018

العالم الإسلامي المعاصر على منهج النبوة ثقة وثبات على طريق الدعوة



مشاكل الدعْوَة بَين الْمَاضِي والحاضر ثقة وثبات على طريق الدعوة 
      إَن المشاكل الَّتِي واجهتها الدعْوَة فِي الْمَاضِي الْبعيد والقريب كَانَ مصدرها.
-     أَعدَاء الدعْوَة المكشوفة عداوته الَّذين يعادونها علنا مِمَّا جعل الدعاة يحذرونهم ويحتاطون لمكائدهم وَلَا يفاجئون بهَا إِذا نهرت بل يقابلونها بِكُل ثِقَة وثبات دون اضْطِرَاب أَو قلق.
-     أما فِي الْعَصْر الحَدِيث فتواجه الدعْوَة الإسلامية ودعاتها مشاكل ومحنا لَا قبل لَهُم بهَا من المنتسبين إِلَى الْإِسْلَام بل من المنتسبين إِلَى الدعْوَة نَفسهَا أَحْيَانًا كَمَا سَيَأْتِي بَيَان ذَلِك.
نوعية المشاكل فِي الْمَاضِي
أما نوعية المشاكل والمحن فِي الْمَاضِي قَرِيبا كَانَ أَو بَعيدا تنجلي فِيمَا يَلِي:
ا - إِيذَاء الدعاة فِي أنفسهم وَأَتْبَاعه وتعذيبهم لمحاولة إيقاف الدعْوَة.
2 - وَرُبمَا قدّموا لَهُم بعض المغريات كالأموال والمناصب والرياسة وَلَكِن دون جدوى.
3 - محاولة الْقَضَاء على الدعْوَة فِي مهدها بقتل صَاحب الدعْوَة أَو حَبسه أَو نَفْيه وإخراجه من أرضه وإبعاده فِي الْآفَاق.  
       هَكَذَا كَانَت نوعية المشاكل فِي العصور الغابرة وَكلهَا باءت بالفشل كَمَا رَأينَا إِذْ جعل الله الْعَاقِبَة للرسل وأتباعهم ونصرهم على أعدائهم {وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} 1.
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} 2
__________
1 - سُورَة الْأَنْفَال الْآيَة 10
2 - سُورَة الصافات الْآيَات 171و172,173.

نوعية المشاكل فِي الْعَصْر الحَدِيث
       تعيش الدعْوَة الإسلامية فِي الْعَصْر الحَدِيث حَيَاة لَا تعرف لَهَا مثلا فِي العصور الغابرة وَقد تنوعت المشاكل وتعددت، مِمَّا جعل دعاة الْحق يحتارون فِي أَمر الدعْوَة ومشاكلها المتنوعة وَكَيْفِيَّة التغلب عَلَيْهَا حَتَّى صَار هَذَا التفكير شغلهمْ الشاغل. وفى الْإِمْكَان أَن نوجز أهم تِلْكَ المشاكل فِيمَا يَلِي:
"أ" الْجَهْل أَي عدم تصور الْإِسْلَام تصورا صَحِيحا.
"ب" التَّنَاقُض الَّذِي يُصِيب بعض الدعاة أَحْيَانًا.
"ج" النفرة وَعدم الانسجام بَين المنتسبين إِلَى الدعْوَة الإسلامية.
"د" وجود بعض الطوائف الضَّالة الَّتِي تعْمل فِي بعض الْبِلَاد باسم الْإِسْلَام "كالقاديانية".
"هـ" المناهج العقيمة المقررة فِي كثير من جامعات الإسلامية.
"و" آثَار الاستعمار الْبَاقِيَة فِي كثير من الْبلدَانِ الإسلامية في العالم الإسلامي المعاصر.
تَفْصِيل الْكَلَام على المشاكل السِّت:
      الْجَهْل: حَقًا إِن الْجَهْل دَاء فعلى الداعية أَن يبْدَأ بتكوين نَفسه وعلاج دائه قبل أَن ينزل الميدان للدعوة وَذَلِكَ بالفهم الصَّحِيح. بِأَن يُوَجه اهتمامه إِلَى أَخذ الْعلم من مصدره الْأَصِيل الْكتاب وَالسّنة على أَنَّهُمَا هما المصدران للشريعة أُصُولهَا وفروعها وبدراستهما يحصل الْعلم النافع وَالْهدى والسيادة فِي الدُّنْيَا والسعادة فِي الْآخِرَة. {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} 1 وَيَقُول الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام:
__________
1 - سُورَة الْإِسْرَاء الْآيَة 9
      "أُوتيت الْقرَان وَمثله مَعَه" 1      
      كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يدرس السِّيرَة العطرة وَلَا بَأْس أَن يطلع على مَا تزخر بِهِ المكتبة الإسلامية الحديثة من كتب قيمَة تستند إِلَى الْقُرْآن الْكَرِيم وَالسّنة المطهرة فِي بحوثها ومعالجتها للحوادث العلمية.
       وَبِذَلِك يتكون لَدَى الدارس تصور صَحِيح لهَذَا الدّين فِي أَحْكَامه وتشريعاته وعقيدته وعبادته وأخلاقه.
       وَبِذَلِك يحصل لَهُ الْفِقْه فِي الدّين. وَهُوَ التَّصَوُّر الصَّحِيح لِلْإِسْلَامِ - كَمَا قُلْنَا - يتَصَوَّر وَيفهم فهما دَقِيقًا معنى الألوهية وَمعنى الْعِبَادَة وَمعنى الْجَاهِلِيَّة، وَمَا أصدق كَلَام عمر بن الْخطاب إِذْ يَقُول: "إِنَّمَا تنقض عرى الْإِسْلَام عُرْوَة عُرْوَة إِذا نَشأ فِي الْإِسْلَام من لم يعرف الْجَاهِلِيَّة"2 هُوَ الْفِقْه الَّذِي يُريدهُ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي قَوْله: "من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين" 3.
وَعدم هَذَا الْفِقْه هُوَ الَّذِي جعل أهل الْكَلَام يسمون فلسفتهم توحيدا وتعطيلهم تَنْزِيها وَإِثْبَات غَيرهم تَشْبِيها وألفوا فِي ذَلِك مؤلفات تدرس الْيَوْم فِي كثير من معاهدنا وجامعاتنا باسم التَّوْحِيد وَلَيْسَ فِيهَا طعم التَّوْحِيد وَلَا روحه، بل قد أبعدوا النجعة فهم كَمَا قَالَ الْقَائِل:
نزلُوا بِمَكَّة فِي قبائل هَاشم ... وَنزلت بالبطحاء أبعد منزل
وَهَؤُلَاء فِي وَاد والتوحيد والعقيدة فِي وَاد
______فكم حَالَتْ تِلْكَ المؤلفات بَين شبابنا وَبَين فهم العقيدة الإسلامية الَّتِي نطق بهَا الْكتاب وَالسّنة كنتيجة للتصور الخاطيء لِلْإِسْلَامِ وعقيدته وَلَقَد أحسن من قَالَ:
الْعلم قَالَ الله قَالَ رَسُوله ... قَالَ الصَّحَابَة لَيْسَ بالتمويه
مَا الْعلم نصبك للْخلاف سفاهة ... بَين الرَّسُول وَبَين رَأْي فَقِيه
وَلَا جحد الصِّفَات ونفيها ... حذرا من التَّمْثِيل والتشبيه
        هَذَا وَإِن عدم الْفِقْه الدَّقِيق هُوَ الَّذِي حمل العبّاد أَو المنتسبين إِلَى التنسك والتعبّد على ابتداع طقوس بعيدَة عَن روح الْإِسْلَام وأطلقوا عَلَيْهَا أَسمَاء من عِنْد أنفسهم على حِسَاب الْإِسْلَام وَفرقُوا بهَا جمَاعَة الْمُسلمين ووزعوهم على تِلْكَ الْبدع وأعلنوا عَن أنفسهم أَنهم أهل الله وأحباؤه, وَلَهُم صَلَاحِية لَيست للأنبياء وَالرسل. إِذْ فِي إمكانهم أَن يَأْخُذُوا الدّين وشرائعه عَن الله مُبَاشرَة بِغَيْر وَاسِطَة جِبْرِيل وَدون الْحَاجة إِلَى الرَّسُول مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.
1 - أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده 130 - 131/ 4 من حَدِيث الْمِقْدَام بن معد يكرب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِإِسْنَاد صَحِيح وَأخرجه الْآجُرِيّ فِي الشَّرِيعَة من هَذَا الْوَجْه وَأوردهُ السُّيُوطِيّ فِي مِفْتَاح الْجنَّة.
2 - مضى بَيَانه
3 - مضى تَخْرِيجه أخرجه خَ الْعلم (10) الْخمس (7) . م الْإِمَارَة (175) وَأحمد فِي مُسْنده 1/306 1 من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَغَيره من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم.



Tidak ada komentar:

Posting Komentar