نحو تطوير قوى وإقامة سلام عالمي عادل
إن قوى العالم الحالي في اختفاء الاتحاد السوفييتي كدولة عظمى تبشر
بصعوبات كثيرة ستواجه هذه القوي وقوى العمالقة إزاءها من عملاق أمريكا وأوربا
وعملاق آسيا بقيادة اليابان ودول الباسفيك ودول جنوب شرق آسيا وربما الصين وبعض
الجمهوريات السوفييتية.
إن هذه القوى بما لها
من عملاقتها إنما هي قوى غير مؤهلة لإقامة سلام عالمي عادل يقوم على الأخلاق
الانسانية الرفيعة.
إن المتأمل لخريطة
العالم الحالي وقواه السياسية والاقتصادية الحاكمة يأسف إذ يقرر أن تلك القوى بحكم
طبيعتها البعيدة عن هدى السمآء، إنما هي قوى يغلب عليها فكرة السيطرة على الطبيعة
بواسطة العلم والسيطرة على الانسان بواسطة التقنية، والسيطرة على الشعوب المستضعفة
بواسطة القوة العسكرية والاقتصادية هي قوة تعبد القوة والرفاه واللذة. قوى حصلت
على شيء من العلم لكن غابت عنها الحكمة واغتالت السمو الروحي والأخلاقي للانسان،
ووضعت حاجزا بين العلم والتقنية من ناحية وبين الحكمة من ناحية أخرى.
ومثل هذه القوى
لاينتظر منها أن تقود العالم إلى سلام حقيقي أوعدالة حقيقية. بل من المنتظر أن
تقود العالم إلى مزيد من الانغماس الكامل في اللهو والمجون والسكر والجنس والعنف
الذي يشمل الأفراد والشعوب والدول.[i]
[i] د.
عبدالرحمن عبد الرحجمن النقيب، التربية الإسلامية المعاصرة في مواجهة النظام
العالمي الجديد. القاهرة دار الفكر العربي 1997 ص 12.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar