Kamis, 03 Mei 2018

العالم الإسلامي المعاصر على منهج النبوة ظاهرة نشوء الاتجاهات اللاإسلامية نحو الالحاد


العالم الإسلامي المعاصر على منهج النبوة
ظاهرة نشوء الاتجاهات اللاإسلامية نحو الالحاد
في الحضارة والأدب العربي الحديث
        اعتمد أهل هذه الحركة الالحادية على الصحافة للنهضة بالفكر والأدب، تفاعُلا بقول المستشرق البريطاني هـ. جب – Hamilton  Gibb-: "وللوصول إلى هذا التطورالأبعد..يجب ألا ينحصرالاعتماد على التعليم في المدارس – بل يجب أن يكون الاهتمام الأكبر منصرفا إلى خلق رأي عام، والسبيلُ إلى ذلك هو الاعتماد على الصحافة" .ثم يقول: "إن الصحافة هي أقوى الأدوات الأوربية وأعظمُها نفوذا في العالم الإسلامي".[1]   
     فبهذا التفاعُل الايحابي آلَ الأمر إلى الواقع الفكري والأدبي المعاصر، فنقِلت الدروينية Darwinism والفرويدية Sigmund Frued إلى مجال الأدب بطريق الترجمة أولا ثم الدراسة المستفيضة كما استورد بعض المسلمين منهم المذاهبَ الفكرية الحديثة مثل الالحاد والشك واللاأدرية  Agnoticism واللامعقول."..فعملوا بذلك على تفريع الكلمة العربية والحرفِ العربي من مدلوله ومعناه باسم الرمزية Symbolism وباسم العقلِ الباطن وباسم القاموس الخاص وبالمفكر أو الأديب"[2].
      ومن ضمن القائمين بهذه الحركة هؤلاء : - اسماعيل حمد أدهم من أصل روسي 1359هـ \1940م له رسالة صغيرة عنوانها "لماذا أنا ملحد؟" مطبعة التعاون بالإسكندرية، إسماعيل مظهر 1382هـ\1962م فقد ركز على فكرة الدروينية والأصل الحيواني للإنسان[3]، منصور فهمي 1387هـ\ 1958م وله اطروحته "حالة المرأة في التقاليد الإسلامية وتطوراتها" بإشراف المستشرق اليهودي  ليفي برول. ثم علي عبد  الرازق وله كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، دكتور طه حسين وكتابه "الشعر الجاهلي" مستخدما منهج الشك الديكارتي والنقد التاريخي الأوربي وكتاب ثان له "مستقبل الثقافة في مصر"، قاسم أمين له كتاب "المرأة الجديدة".
         يقول طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر:  
        إن سبيل النهضة واضحة بينة مستقيمة ليس فيها عوج ولا التواء وهي أن نسير سيرالأوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما  يكره وما يعاب.[4] 
                   
        ويقول أغا أوغلي أحمد أحد غلاة الكماليين في أحد كتبه: إننا عزمنا على أن نأخذ كل ما عند الغربيين، حتى الالتهابات التي في رأيهم والنجاسات التي في أمعائهم.[5]
       وفي تزييف التاريخ حيث وضعوا الأفكار المتناقضة المنحرفة كجورجي زيدان والدكتور لويس عوض والسيد عمر مُكرم ومحمد كريم والمحروقي وحسن طوبار وسليمان الحلبي والجنرال يعقوب وفرط الرمان ومحمد علي وعلي بك الكبير وعبد الناصر.
      وفي مجال المسرحية لعبد الرحمن الشرقاوي "من أجل فرنسا ما أصنع!"  فجعل بطلة القصة سيمون الفرنسية العاهرة لتقوم بأهم عمل ثوري في المسرحية في الجزائر، فهي ممثلة الغرب الصليبي ضد الثورة الإسلامية الجزائرية وجهادها.[6]
      ظهرت الإتجاهات اللادينية في الأدب العربي الحديث وحاولت أن تتسرب مع تسلل التيار الاستعماري الثقافي الإلحادي إلى مناخ الأدب والحضارة الإسلامية، وعلى رأسهم الرصافي والزهاوي في العراق.
     امتلأ ديوان جميل صدقي الزهاوي (ت عام   1355هـ \ 1936م) بالأفكار الإلحادية التي لاتخرج في جملتها عن نظرية داروين فقال في شعره :

ما نحـــن إلا أقـــــــــــردُ       من نسل قـــردٍ هــــــالك
فخـــــرٌ لنا ارتقـــــــاؤها       في سُــــــلّم  المَــــــدارك

   ويتأثر بنظرية هيجل الأثيرية Impressionism في قوله :
      ولعل الأثـــيرَ فـي كـل أرض
                              وسماءٍ كاللهِ في التأثــير
      ولعل الذاتينِ واحدة في الأصل
                               والخلَفُ جاء في التعبير[7]

      ثم ظهرالاتجاه إلى اللامعقول Irrationalism مما لم يُفض إلى الثورة على مضمون الأدب ومحتواه بل تعدى إلى الشكل والأسلوب أن ظهر ما سُمي بالشعرالحر. وأول من بدأه باكثير و بدر شاكرالسياب بترجمة الشعرالأوربي إلى عربية منثورة، بعد الحرب العالمية الثانية. ذلك الوقت الذي يتسلل فيه إلى العالم العربي صُراخ وعَويل من رُكام أوربا شعرا ونثرا وقصصا مَلأىً بالثورة والنِقمة والشبَق  Libido وبكل ما يُدهِش ويُثير.
      وأما الذين اشتهروا بهذا الشعر فأولئك هم نِزارسليم وحسين مروان وبَلندرالحيدري وعبد الوهاب البَياتي ورِفعَت الجادُرْجي وحسين مروان في العراق ونزار قباني في الشام ومحمود درويش في فلسطين المحتلة.
      وفيما يلي قطعة من الشعرالحر للشاعر محمد الفيتوري تبين فيه انسلاخه من عقيدته وموطنه، كما أورده الدكتور جميل عبد الله محمد المصري في كتابه، فيقول الشاعر وهو في القاهرة، المدينة المعروفة بصبغتها الإسلامية الأولى:
 نارُ خطايانا
تسيلُ في حنايانا
فلنتكِئ على عِظام موتانا
ولنصْمُت الآنــــا
بُرج كنيسة قديمة وراهبٌ قلِق
وغيْمة تشدّ قدميها وتعْبُرالأفق
ورجل بلا عنق....
وامرأة على الرصيف تنزلق
وقِطة في أسفل السلم تختنق
وصوت ناقوس يَدُق
يَرسُم دَوْرة على الفضاء، ويدق
      تبين من عباراته أن الشاعر كان مسيطِرا عليه جراثيمُ الاستعمار الثقافي أو الغزوُ الصليبي مما جعل هذا الشخص التائِهَ لايرى إلا الغيوم وأبراج الكنائس والرهبان القلِقين ورنين النواقيس وكأنه يعيش في لندن أو روما لا في مصر.[8]

      فهؤلاء شأنهم مثل ما وصفه الشيخ  د.علي جريشة، حيث يقول :
إن أكثر المسلمين لايعرفون عن عقيدتهم ....
إلا التلفظ .....
دون فهم... دون عمل ....
وأحيانا دون تصديق .....
وهكذا تصير العقيدة...شكلا بغيرمضمون
أو جسدا...لاعقل فيه ...ولاحراك
وربما لا روح كذلك ...!
ذاك...أن التلفظ دون تصديق لايكفي ...
بل قد يورد صاحبه الدرك الأسفل من النار!
وإن صان في الدنيا دمه وماله!
وهذا حال المنافقين.....
والتلفظ دون عمل كذلك لايكفي ....
قد يمنع صاحبه من الخلود في النار...
لكن لايمنع من أن يردها
ويمكث بعض الوقت فيها ...
ومن منا يطيق نارا
هي سبعين ضعفا من نار الدنيا ...
وقودها الناس والحجارة عليها
ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم
ويفعلون ما يؤمرون ....
وهكذا ... لابد أن يسبق القول التصديق
وأن يعقب القول عمل ...!
ومع هذا وذاك لابد من فهم ...
أن لاإله إلا الله ...
فإنها تعني قبل إفراد الله ...
بما يجب للمعبود الحق ...
تعني اسقاط الطواغيت ....
تعني تحقيق الحرية الحقة ...
الحرية الحقة من كل عبودية ...    
لصنم، أو بشر، أونظام، أو قانون ...
والاعتراف لله وحده ....
بأنه الذي نأخذ عنه النظام والقانون
كما نأخذ عنه العقيدة والعبادة!
ذاك بساطة ما ينبغي أن يفهمه المسلمون.[9]
      


[1] د. جميل عبدالله محمد المصري,  حاضر العالم الاسلامي وقضياه المعاصرة، مطابع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الطبعة 
  الأولى 1407هـ - 1986م ص  1\ 149
[2] نفس  المصدر 1\149 وانظر أيضا د.عدنان زورزور- قصة ورأي – الشرق الأوسط  ص 15  السبت 26\10\1985 م  ويراد بالعقل الباطن هو اللاشعور أو اللاوعي (Unconcious)
[3] نفس المصدر 1\149
[4] فس المصدر 1\134 عن مستقبل الثقافة في مصر ص 41
[5] نفس المصدر 1\134 عن مصطفى صبري – موقف العقل والعلم والعالم  1\369
[6] نفس المصددر ص 1\152
[7] د. جميل عبدالله محمد المصري,  حاضر العالم الاسلامي وقضياه المعاصرة، مطابع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الطبعة 
  الأولى 1407هـ - 1986م ص  1\152- 153
[8] د. جميل عبدالله محمد المصري,  حاضر العالم الاسلامي وقضياه المعاصرة، مطابع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الطبعة 
  الأولى 1407هـ - 1986م ص155 - 156
[9] دكتور علي جريشة, شريعة الله حاكمة،  ضمن محاضرات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في موسمها النقافي للعام الدراسي 1396\ 1397هــ  من مطبوعات الجامعة الإسلامية  بالمدينة المنورة 1397هـ .ص 201 – 202.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar