Senin, 19 Oktober 2015

السلسلة ( 4 ) من الأدب الإسلامي في العصر الحديث انعكاس صورة نظام سيادة اكسيولوجيا الخلافة الإسلامية المعاصرة على منهج النبوة

 
الباب الثاني : عصرالخلافة الإسلامية على منهج النبوة في عهد النهضة الحديثة،
                ويشمل على:
1ـ إتجاهات الأدب العربي الإسلامي في العصرالحديث بين الأصالة   
   والانحراف.
       إن نتيجة ما شهده العالم الإسلامي من تغيرات فكرية والتخلص من ضلالات المنهج الغربي في الأدب والثقافة والحضارة ظهور الاتجاهات التي تتحرك نحو الهدفين متضادين، أولهما: الاتجاهات الإسلامية نحو الأصالة والثاني: الاتجاهات اللاإسلامية نحو الالحاد.

الأول : الاتجاهات الإسلامية نحو الأصالة

      حاول المنهج العلمي الغربي، بكل أشكاله أن يفرض على الأدب الإسلامي نظرية تحريره من قيد الأخلاق، وهي نظرية "لا أخلاقية في الأدب". يريدون بهذه النظرية تحرير الأدب الإسلامي من قيد الأخلاق طبقا لنظريتهم "الفن للفن الغربي" التي سادت أدب أوربا  في العصر الحديث.
      لا شك أن هذه النظرية مخالفة تماما بمبادئ المنهج العلمي الإسلامي للأدب، كما أشارإلى ذلك أنورالجندي بقوله:
     "ومن الحق أن هذا الاتجاه الوافد بدأ غريبا في محيط الأدب العربي وأفق الفكر الإسلامي، ذلك أن كلمة الأدب كانت ترتبط أساسا بأدب النفس كل الارتباط".[4]
     ولمزيد من التأكيد أشار الجندي إلى حقيقة علمية نتيجة أحد البحوث العلمية، فيقول:
     "فالأديب هو الذي يروي الشعر والنثر ما يرتفع بالروح ويسمو بالخلق، وقد بقي الشعر العربي قبل اختلاط العرب بالأعاجم صورة تنطبق بالفضيلة والمروءة وكمال النفس، وكان الشعر صورة النفس الماجدة ذات المروءة والخير"[5].
     صحيح وبالتأكيد أن ما أشار إليه الجندي كحقيقة علمية ينبعث ذلك تماما من ينبوع الأدب العربي الأصيل، فانظر ماذا عن قول محمد بن عثيمن، أحد شعراء المملكة العربية السعودية الحديث:
                    ظفر الحجاز من الزمان بغبطة        بعــد النبي وصحــبه لم تخــبر
                    أمـنوا على أمــوالهم ودمائـــهم        مـن بعــد ما كانوا لأول مجـتر
                    ولطالما أخــذ الفــتى مـن بيــته        واليوم يمسي مصحرا لم يحذر[6]
                        
       يقول الدكتور رأفت غنيمي الشيخ في تحليل هذا الشعر فقال :    "أجل: إن من يتصور أحوال بلاد الحجاز قبل الملك عبد العزيز، ثم يرى أوضاعها في عهده والعهود التي تلته يجد الفروق الواسعة الضخمة بين الحالين:
      فقبل الملك عبد العزيز نجد الفوضى والخوف على النفس والعرض والمال والاختلاف والضيق في المسجد ومظاهر البدع والخرافات الجارحة للتوحيد وفشو المظالم وتعطيل الحدود.
      أما في عهد الملك عبد العزيز والعهود التي تعد امتدادا له  فنجد النظام والأمن على النفس والعرض والمال، والاصطفاف في الصلاة خلف إمام واحد، والتوسعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، كما نجد معالم التوحيد راسخة شامخة عزيزة مهيبة، ونجد السنة النبوية منصورة والبدعة مقهورة، ونجد العدل سائدا، والحدود مقامة".[7]

     ثم أضاف يشير الجندي: "ويختلف هذا المفهوم اختلافا واضحا عن المفهوم الغربي لكلمة - أدب -. فإن كلمة - Literature- لاتعني أثرا من مفهوم المعلومات والعلم، ولاتتصل بالأخلاق. وفي أقدم مفاهيم الأدب نجد الغربيين يَفصلون بين الأدب والأخلاق، ومذهب أرسطو –Arestoteles  - الذي احتواه كتابه – الشعر  Poet- يشير إلى ذلك بوضوح، حيث يرى أرسطو أن جمال الأدب لايستند إلى الأخلاقية، وإنما هو معنى منعزل لا شأن له بأي قيمة خارجية. ومن الشائع عند أرسطو أن يكون الأدب جميلا كل الجمال حتى وهو غيرُ أخلاقي. فلا دخل للمبادئ والمثل في الأدب".[8]
     
 -----------------------------------

Tidak ada komentar:

Posting Komentar