ج- نهضة دول
العالم الإسلامي والأمة الإسلامية نحوأكسيولوجيا أصالة سيادة ملك الخلافة الإسلامية
على منهج النبوة :
بزغ انعكاس الأصالة في صورة أكسيولوجيا
الخلافة الإسلامية المعاصرة على منهج النبوة وسيادة ملكها من نثر الخطابة وضعها
المعفور له الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - خطبها في الحفل التكريمي الذي
أقامه للحجاج في مكة المكرمة في 10من ذي الحجة عام 1355هـ، بين فيها الأصول
الثابتة التي تحدد طبيعة الروابط بين المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي،
فقال :
"إن الأمر لله، وما
تشآؤون إلا أن يشاء الله، والأيام كلها عبر للمعتبر، وعلى المسلمين أن يتفكروا في
عبرالزمان وأن يتمسكوا بعرى الإسلام حتى لاتذهب ريحهم، وأهم ما يجب عليهم القيام
به هو معرفة الله ونصرالله الذي قال : (إن تنصروا الله ينصركم).
ويجب على المسلمين أن
يتفقوا ويتناصحوا في ظاهرالأمور وباطنها، وهذا لايكون إلا بالعناية الشديدة
بالإصلاح وبنفوس طيبة لأن الدعوة ولو كانت عظيمة وظاهرها كبيرا فلا تفيد إلا
بالنية الصالحة لأن الأعمال بالنيات، وكل شخص في هذه الأمة عليه أن يبذل حياته
فيما ينفعه، وإني ما أرى في حالة العرب
والإسلام انتباها ولا تأهبا فيهم لأن يحذوا حذو أسلافهم حتى ينالوا بعض مقاصدهم أو
بعض مطالبهم من تلك المقاصد االتي لايمكن أن يدركوها إلا بالصدق فيما بينهم، وإني
لا أزال أرى آثار التفرق والتخاذل ظاهرا وباطنا، وإني إذ أقول هذا أشعر بألم يحز
في النفس، ولكن القلوب الطيبة تعرف بأني ما أردت إلا الصدق.
إني أدعو إلى الاتفاق
والاعتصام بحبل الإسلام، وليس معنى قولي هذا أن يفهم منه أنني أدعوالمسلمين إلى التعصب، فهذا قول لا
فائدة فيه، بل أقول اليوم يجب علينا التناصح وعدم التحاسد وأن نسعى لما يحفظ قوانا
وأن نكون ضد كل شخص يعمل ضد الإسلام.
وكل ما ندعو إليه هو جمع
كلمة المسلمين واتفاقهم ليقوموا بواجبهم أمام ربهم وأمام بلادهم والذي نشهد الله
عليه ونحن أوسطكم في الإسلام وأوسطكم في العروبة، أننا ما ننام ليلة إلا وأمر جميع
المسلمين يهمنا، تهمنا حالتهم، ويهمنا أمرهم، ويزعجنا كل امر يدخل عليهم منه ذل أو
خذلان لأننا نرى أنهم منا ونحن منهم، كما تهمنا جميع بلاد المسلمين.
وإننا نرجو الله أن يوقظ
المسلمين من غفلتهم ليتعاضدوا ويتعاونوا".
ثم ختم صقرالجزيرة – رحمه
الله – خطبته بقوله : "يجب على كل مسلم أن يأمر بالتآخي والتآزر لتكون كلمة
الله هي العليا وأن تكون مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن
كالبنيان.....)."[1]
وفعلا انطلاقا من هذه
الأصالة أقلع صقر الجزيرة بالعالم الإسلامي والأمة الإسلامية نحو تطويرأكسيولوجيا
الخلافة الإسلامية المعاصرة على منهج النبوة. واستمر على نهجه في الملك والسيادة
كل من أولاده, ففي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله- 1384 – 1385هـ \
1964 – 1985م احتضنت المملكة العربية السعودية فكرة "منظمة المؤتمر
الإسلامي" إثر مؤتمر القمة الإسلامية الأول في الرباط عقد في جمادى الآخرة 1389هـ
\ سبتمبر1969م. كما حظيت عناية المملكة بالمنظمات الدولية الأخرى، وتلك المنظمات
هي : منظمة المؤتمرالإسلامي أصبح حاليا منظمة التعاون الإسلامي، منظمة رابطة
العالم الإسلامي، منظمة العواصم والمدن الإسلامية، و منطمة إذاعات الدول
الإسلامية، وبالإضافة إلى إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، وهي في فاعليتها عبارة عن
بيت مال المسلمين العالي للخلافة الإسلامية المعاصرة على منهج النبوة. فأصبحت هذه
المنظمات الدولية كمجالس سيادة وملك الخلافة الإسلامية الحديثة وفقا لمتطلبات التسارع
التكنولوجي ووفاء لمستلزمات تقدم العلوم والمعارف المعاصرة.
أ). منظمة المؤتمرالإسلامي أصبح حاليا
منظمة التعاون الإسلامي
أما منظمة المؤتمرالإسلامي،
وقد أصبح حاليا منظمة التعاون الإسلامي فهي عبارة عن مجلس النواب والتنفيذ العالي لسيادة
ملك الخلافة الإسلامية المعاصرة على منهج النبوة يمثلها نواب ومندوبوا دول العالم
الإسلامي. فهي إذن تتمثل كمجلس النواب العالي للأمة الإسلامية المستوطنين في كل من
دول العالم الإسلامي المنضمة ضمن عضوية منظمة التعاون الإسلامي.
ب). منظمة رابطة العالم الإسلامي
وأما منظمة رابطة العالم
الإسلامي فهي عبارة عن مجلس الشورى والتنفيذ العالي لسيادة ملك الأمة الإسلامية كأمة الخلافة الإسلامية المعاصرة على منهج
النبوة يمثلها الشخصيات البارزون من رجال أهل الشورى والرأي في العالم الإسلامي بل
وفي العالم كله.
ومن نثر الرسائل الديوانية الذي يدل على
التطور والأصالة في الأدب العربي السعودي الحديث هو كلمة بشائرية بمناسبة حلول
رمضان المبارك من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز- رحمهما الله –
وولي عهده يومئذ إلى المواطنين وإلى جميع
الدول والشعوب الإسلامية. وفيما يلي نص الكلمة التي تلاها عبر وسائل الإعلام
وزيرالإعلام السيد علي الشاعر :
"بسم الله الرحمن الرحيم"
الحمد لله الذي أعزنا وأكرمنا بدين الإسلام وله والفضل والشكر كثيرا
إذ أنعم علينا ببلوغ شهر الصيام، والصلاة والسلام على الرسول الأمين خاتم الأنبياء
والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.
أيها الإخوة المواطنون، السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته. يطيب لنا ونحن نتقبل في هذه الليلة المباركة بشائر الخير والرحمة
بحلول شهر رمضان الكريم أن نتوجه إليكم وإلى الإخوة المسلمين المقيمين والعابرين
على أرضنا الطيبة وإلى جميع الدول والشعوب الإسلامية بأطيب التهاني وأخلصها سائلين
المولى العلي القديرأن يوفقنا جميعا إلى أحسن أداء العبادات والطاعات في هذا الشهر
العظيم من صيام وقيام وصدقة، وأن يعيننا على البر والتقوى ويهدينا إلى كل ما
يؤمرإليه من صالح الأعمال.
أيها الإخوة الكرام، يطل
علينا شهر رمضان هذا العام والأسى يملؤ قلوبنا لما نراه ونسمعه كل يوم من معاناة
إخوة لنا في مختلف بقاع الأرض وقد اشتدت بهم وطأة الظلم والقهر والاضطهاد
والاستبداد، فهناك على مشارف الحدود الجنوبية للبنان يقيم مئات المشردين المبعدين
من أبناء فلسطين الذين أخرجوا من ديارهم وأهليهم في أقسى جريمة ترتكبها إسرائيل
ضمن ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، حيث ألقت بهؤلاء المبعدين في العراء
تعصف بهم الذاريات السافيات، وتغمرهم الثلوج والأمطار وتفتك بهم الأمراض ونراهم
يتساقطون كل يوم صرعى الجوع والآلام أمام سمع وبصرالعالم، ورغم كل ما أسهمنا به
ولا نزال من أجل عودتهم إلى وطنهم وذويهم في أقرب وقت، وما زالت إسرائيل تتصلب في
موقفها وتتمادى في تعنتها.
وهناك في الصومال شعب
مسلم يواجه الموت كل يوم بالعشرات والمئات في أسوإ مجاعة عرفها التاريخ المعاصر
سببها الصراعات الدموية االدائرة منذ سنين بين ابناء الشعب الواحد، وقد بذلنا ما
يمليه الواجب علينا نحوالشعب الصومال على كل الأصعدة كما هو المعروف لدى الجميع،
وما زلنا نتطلع إلى يوم قريب يسود فيه السلام شعب الصومال الشقيق.
وفي أفغانستان الدولة
المسلمة المجاهدة، نرى والألم يحز في نفوسسنا أن فوهات المدافع وقاذفات الصواريخ
وطلقات البنادق التي هزت بالأمس جحافل العدو نحو بعون الله وحررت البلاد بنصرالله،
نراها مع شديد الأسف وقد حولها الشيطان الذي نزغ بينهم إلى صدور المجاهدين بأنفسهم
وبأيديهم فقتل الأخ أخاه، وسفك المجاهد دم إخوانه المجاهدين، وسقط الأبرياء بينهم
وتشرّد الباقون، ودكت حصون وقلاع كانت بالأمس تصد الغاصبين.
وهكذا تعالت النداءات من
كل مخلص، وبذلت المملكة االعربية السعودية كل ما في وسعها لتعزيزالنصر يوم الجهاد والحفاظ
على مكاسب المجاهديين بعد النصر المبين، ووجهنا الدعوة كما هو المعروف لقادة
المجاهدين كي يفدوا إلى رحاب الإيمان في المملكة العربية السعودية ويجمعوا أمرهم
على حل يرتضونه بينهم، ونأمل في أحسـن إدراكهم لثوابت الأمور.
ثم تأتي الكارثة الكبرى
التي يتعرض لها الشعب المسلم في البوسنة والهرسك منذ شهور على يد الصرب في أبشع
حرب إبادة حرب عرقية، وأسوإ جريمة ترتكب في حق الانسان عدا ما تتناقلته وسائل
الاعلام من جرائم هتك الأعراض وانتهاك الحرمات، هذا بالاضافة إلى ما تعانيه الأقليات
الإسلامية من تعسف وبلاء في مختلف الأقطارمما لا يسمح المجال هنا بحصره.
ونحن – أيها الأخوة – إذ
نستعرض اليوم هذه المآسي الدامية للقلوب مع حلول شهرالرحمات والتسامح والتوبة
والمغفرة نعود فنكرر النداء المخلص من هنا من أرض المحبة ومنابع النور ومع إطلالة
هذه الأيام المباركة إلى إخواننا في أفغانستان وفي الصومال بأن يجعلوا من شهر
رمضان فرصة طيبة لحقن الدماء ويتوبوا إلى ضمائرهم ويعودوا إلى سابق عهدهم إخوانا
متحابين في الله، معتصمين بحبل الله، متعاونين على البر والتقوى وليس على الإثم
والعدوان، ونذكرهم بقوله تعالى في سورة الأنعام والإسراء: (ولاتقتلوا النفس التي
حرم الله إلا بالحق) وبقوله تعالى: (محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشدآء على
الكفار رحمآء بينهم).
كما نجدد مناشدتنا لجميع
المحافل والتنظيمات الدولية ولكل محب للسلام أن يضاعفوا جهودهم بالعمل على تطبيق
قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليعود أبناء فلسطين إلى وطنهم وليرتدع الصرب عن
عدوانه ضد شعب البوسنة والهرسك.
أعاد الله شهر مضان على
الجميع بالعزة والمنعة في صحة الأبدن وأمن الأوطان ونحن متمسكون بعقيدتنا
الإسلامية.[2]
______________________________________
Tidak ada komentar:
Posting Komentar