4-
النثر في الهند :
يقول الشيخ الأديب أبوالحسن علي الحسني
الندوي :
الإنسانية في
الاحتضار
كان القرن السادس والسابع (لميلاد المسيح)
من أحط أدوار التاريخ بلا خلاف، فكانت الإنسانية متدلية منحدرة منذ قرون، وما على
وجه الأرض قوة تمسك بيدها وتمنعها من التردي، فقد زادتها الأيام سرعة في هبوطها
وشدة في إسفافها، وكأنَّ الإنسان في هذا القرن قد نسي خالقه، فنسي نفسه ومصيره،
وفقد رشده، وقوة التمييز بين الخير والشر، والحسن والقبيح، وقد خفتت دعوة الأنبياء
من زمن، والمصابيح التي أوقدوها قد انطفأت من العواصف التي هبت بعدهم أو بقيت،
ونورها ضعيف ضئيل لا ينير إلا بعض القلوب فضلاً عن البيوت فضلاً عن البلاد، وقد
انسحب رجال الدين من ميدان الحياة، ولاذوا إلى الأديرة والكنائس والخلوات، فراراً
بدينهم من الفتن وضناً بأنفسهم، أو رغبة إلى الدعة والسكوت، وفراراً من تكاليف
الحياة وجدها، أو فشلاً في كفاح الدين والسياسة والروح والمادة، ومن بقي منهم في
تيار الحياة اصطلح مع الملوك وأهل الدنيا، وعاونهم على إثمهم وعدوانهم، وأكل أموال
الناس بالباطل ... على حساب الضعفاء والمحكومين. وإن الإنسانية لا تشقى بتحول
الحكم والسلطان والرفاهية والنعيم من فرد إلى فرد آخر من جنسه، أو من جماعة إلى
جماعة أخرى مثلها في الجور والاستبداد وحكم الإنسان للإنسان، وإن هذا الكون لا
يتفجع ولا يتألم فقط بانحطاط أمة أدركها الهرم وسرى فيها الوهن، وسقوط دولة تآكلت
جذورها وتفككت أوصالها، بل بالعكس تقتضي ذلك سنة الكون، وإن دموع الإنسان لأعز من
أن تفيض كل يوم على ملك راحل وسلطان زائل، وإنه لفي غنى، وإنه لفي شغل عن أن يندب
من لم يعمل يوماً لإسعاده، ولم يكدح ساعة لصالحه، وإن السماء والأرض لتقسوان
كثيراً على هذه الحوادث التي تقع ووقعت كل يوم ووقعت ألوف المرات { كَمْ تَرَكُوا
مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ{26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا
فِيهَا فَاكِهِينَ{27} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً
آخَرِينَ{28} فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا
مُنظَرِينَ} .
بل إن كثيراً من هؤلاء السلاطين والأمم كانوا كلاً على ظهر الأرض، وويلاً للنوع الإنساني وعذاباً للأمم الصغيرة والضعيفة، ومنبع الفساد والمرض في جسم المجتمع البشري، يسري منه السم في أعصابه وعروقه، ويتعدى المرض إلى الجسم السليم فكان لا بد من عملية جراحية، وكان قطع هذا الجزء السقيم وإبعاده من الجسم السليم مظهراً كبيراً لربوبية رب العالمين ورحمته، يستوجب الحمد والامتنان من جميع أعضاء الأسرة الإنسانية، بل من جميع أفراد الكون { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }، ولكن لم يكن انحطاط المسلمين وزوال دولتهم وركود ريحهم- وهم حملة رسالة الأنبياء، وهم للعالم البشري كالعافية للجسم الإنساني- انحطاط شعب أو عنصر أو قومية، فما أهون خطبه وما أخف وقعه، ولكنه انحطاط رسالة هي للمجتمع البشري كالروح، وانهيار دعامة قام عليها نظام الدين والدنيا.
بل إن كثيراً من هؤلاء السلاطين والأمم كانوا كلاً على ظهر الأرض، وويلاً للنوع الإنساني وعذاباً للأمم الصغيرة والضعيفة، ومنبع الفساد والمرض في جسم المجتمع البشري، يسري منه السم في أعصابه وعروقه، ويتعدى المرض إلى الجسم السليم فكان لا بد من عملية جراحية، وكان قطع هذا الجزء السقيم وإبعاده من الجسم السليم مظهراً كبيراً لربوبية رب العالمين ورحمته، يستوجب الحمد والامتنان من جميع أعضاء الأسرة الإنسانية، بل من جميع أفراد الكون { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }، ولكن لم يكن انحطاط المسلمين وزوال دولتهم وركود ريحهم- وهم حملة رسالة الأنبياء، وهم للعالم البشري كالعافية للجسم الإنساني- انحطاط شعب أو عنصر أو قومية، فما أهون خطبه وما أخف وقعه، ولكنه انحطاط رسالة هي للمجتمع البشري كالروح، وانهيار دعامة قام عليها نظام الدين والدنيا.
فهل كان انحطاط المسلمين واعتزالهم في
الواقع مما يأسف له الإنسان في شرق الأرض وغربها، وبعد قرون مضت على الحادث؟
وهل خسر العالم حقاً- وهو غني بالأمم
والشعوب- بانحطاط هذه الأمة شيئاً؟ وفيم
كانت خسارته ورزيته؟ وماذا آل إليه أمر الدنيا، وماذا صارت إليه الأمم
بعدما تولت قيادة الأمم الأوروبية حتى خلفت المسلمين في النفوذ العالمي، وأسست
دولة واسعة على أنقاض الدولة الإسلامية؟ وماذا أثر هذا التحول العظيم في قيادة
الأمم وزعامة العالم في الدين والأخلاق والسياسة والحياة العامة وفي مصير
الإنسانية؟
وكيف يكون الحال لو نهض العالم الإسلامي من كبوته وصحا من غفوته، وتملك زمام الحياة؟ ذلك كله ما نحاول الإجابة عنه في الصفحات الآتية ! ...[9]
وكيف يكون الحال لو نهض العالم الإسلامي من كبوته وصحا من غفوته، وتملك زمام الحياة؟ ذلك كله ما نحاول الإجابة عنه في الصفحات الآتية ! ...[9]
العالم من خلال إطار أديانه
عند تصور بعض المبشرين[10]
وفي موضع آخر يقول الشيخ الأديب أبوالحسن علي الحسني
الندوي – رحمه الله- :
أوربا في الانتحار:
والحاصل أن الغربيين لما فقدوا الرغبة في
الخير والصلاح، وضيعوا الأصول والمبادئ الصحيحة، وزاغت قلوبهم وانحرفت، وفسدت
أذواقهم لم تزدهم العلوم والمخترعات إلا ضرراً، كما أن الأغذية الصالحة تستحيل في
جسم الممعود والموبوء مرضاً وفساداً، بل لم تزدهم هذه الآلات والمخترعات إلا قوة
وسرعة في الإهلاك واستعانة على الانتحار؛ وقد أحسن المستر ايدن Eden رئيس وزراء بريطانيا السابق وصف ذلك في بعض
خطبه سنة 1938 م :
(( إن أهل الأرض كادوا يرجعون في أخريات هذا
القرن إلى عهد الهمجية والوحشية، ويعيشون عيشة سكان الكهوف والمغارات، ومن الغريب
المضحك أن البلاد والدول تنفق ملايين من الجنيهات على وقاية نفسها من آلة فتاكة
تخافها، ولكنها لا تنفق على ضبطها، وإني أتعجب في بعض الأحيان وأقوال: كيف لو زار
العالم الجديد زائر من كوكب آخر وهبط إلينا فما عسى أن يشاهده؟ سيجدنا نعد العدة
لإهلاك بعضنا، ونتبادل الأنباء عنها ويخبر بعضنا كيف نستعمل هذه الآلات الجهنمية))[11].
1.
الاختتام
1). الاستنباط
يبدو من خلال الاستقصاء العلمي انكشاف
أهمية تزويد الدارسين والطلاب وجميع أهل البحوث العلمية بالعلوم والمعارف الصحيحة عن الأدب العربي الإسلامي
قديما وحديثا بأنه صورة تنطبق بالفضيلة والمروءة وكمال النفس، كما هو صورة النفس
الماجدة ذات المروءة والخير.
وفي ناحية أخرى تمس الحاجة أكثر إلى تطوير التفاعل
الايجابي مع محصولات الانتاج العلمي - خصوصا في الأدب العربي الإسلامي - كحقائق
علمية مستنبطة من ينبوعها الأصيل - الكتاب والسنة النبوية – عن طريق المزيد من البحث
والاستقصاء على وفق منهج الاستدلال والاستنباط الشرعي الصحيح.
ولا شك أن فاعلية التطوير لابد له من توفير
الانتاج العلمي الأصيل وعرضه للجمهور لتصبح قِـيْمة قـَيـّمة تنافح أنفاس الرأي
العام للمجتمع العصري الإسلامي المتميز في عالمه بالتحديد والتأثير في مناخ آفاق
العالم بأجمع.
ثم إن الحفز والارتقاء بالمجتمع العصري
الإسلامي يتطلب ازدياد درجة فاعلية القدرات الأكاديمية وما فوق الأكاديمية من أصحاب الأهالة العلمية في مستوى
الدراسات العليا لتتوسع فاعلية محصولات الانتاج أفقيا ورأسيا؛ فالأفقية تمس آفاق
دول العالم الإسلامي المعاصر المنضمة ضمن عضوية منظمة رابطة العالم الإسلامي كمجلس
الشورى والتنفيذ العالي للخلافة الإسلامية المعاصرة على منهج النبوة، ومنظمة
التعاون الإسلامي كمجلس النواب والتنفيذ العالي للخلافة الإسلامية المعاصرة على
منهج النبوة، والبنك الإسلامي للتنمية كبيت مال المسلمين العالي للخلافة الإسلامية
المعاصرة على منهج النبوة. ورأسيا ترتقي وتعلو إلى قمة توازن الأصالة الإسلامية في
الثقافة والحضارة والآداب.
2). الاقتراحات
هذا وأملنا أن تكون هذه
الحقائق العلمية المطروحة من محصولات البحث نوعا من التفاعل الإيجابي للمجتمع
العصري الإسلامي المتميز من أجل الحل والتغلب على مايصادفهم من مختلف المشكلات
والقضايا المتولدة إثر ازدياد درجة ديناميكية التسارع والتنافس وربما الصراع الضارم
للقضاء على أزمة تخلف الفاعلية في وجه، وبالذات التفاعل بمتطلبات تنمية القدرات
بشتى أنواعها من : القدرات البشرية والحيوانية والمائية والصناعية التي منحها الله
لهم إلى منتهى الفاعلية والجودة والإنتاجية بمشيئة الله وبمزيد من التوفيق
والرعاية والسداد من الله المولى سبحانه وتعالى عز وجل.
المؤلف،
سيف الإسلام بن جمال الدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2.
مصادر البحث
1). القرآن الكريم, دار
المحبة للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق ص ب
30796 الطبعة الأولى 1424هـ.
2). أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، متن البخاري بحاشية
السندي، مكتبة مهكوتا سورابايا
3). الإمام إبي الحسين مسلم بن الحجاج النسابوري، صحيح مسلم، دار
الفكر بيروت 1414هـ\1993م.
5). عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي
الحنبلي رحمه الله، مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، طبع بأمر خادم الحرمين الشريفين حضرة
صاحب الجلالة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، إشراف الرئاسة العامة لشئون
الحرمين الشريفين.
6). أنور الجندي، أخطاء المنهج الغربي الوافد في العقائد والتاريخ
والحضارة واللغة والأدب والاجتماع، السلسلة 6 من الموسوعة الإسلامية العربية، دار
الكتاب لبنان 1982م.
7). خير الدين الزركلي, شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز, دار
العلم للملايين بيروت, طبعة 3/ 1985م
8). د. جميل عبدالله محمد المصري,
حاضر العالم الاسلامي وقضياه المعاصرة، مطابع الجامعة الإسلامية بالمدينة
المنورة الطبعة
الأولى 1407هـ - 1986م
9). د.عدنان زورزور- قصة ورأي – الشرق الأوسط ص 15
السبت 26\10\1985 م
10). دكتور عبد القدوس أبو صالح، دورالأدب الإسلامي في الوحدة
الإسلامية. ضمن محاضرات الندوة العالمية للشباب العالمي، الوحدةالإسلامية،
الإطارالنظري وخطوات التطبيق، أبحاث ووقائع اللقاء السابع للندوة العالمية للشباب
العالمي بالتعاون مع صندوق التضامن الإسلامي وحركة الشباب المسلم الماليزي 6-9
شعبان 1413هـ\28- 31 يناير 1993م. الطبعة الأولى.
11). عبد المالك بن أحمد بن المبارك
رمضاني الجزائري, مدارك النظر
في السياسة بين
التطبيقات الشرعية والإنفعالات الحماسية, دار
سبيل المؤمنين للنشر والتوزيع, المملكة
العربية السعودية ص ب
9436
الدمام.
12). عبد الله ناصح علوان، الدعوة الإسلامية والإنقاذ العالمي، دار
السلام القاهرة الطبعة الأولى 1405هـ
\ 1985م
13). فتحي يكن, الإسلام فكرة وحركة وانقلاب, مؤسسة الرسالة نشر الشركة
المتحدة للتوزيع بيروت لبنان .
14). الدكتور محمد عبد الرحمن الشامخ، التعليم في مكة والمدينة
آخر العهد العثماني الطبعة الثالثة دار
العلوم 1405هـ\ 1985م
15). محمد فؤاد إبراهيم و خالد عزب، المملكة العربية السعودية
نهضة حضارية في ظل التوحيد, دار
الصحوة للنشر القاهرة 1994م
16). أبو الحسن علي الحسني، ماذا خسرالعالم بانحطاط
المسلمين، الطبعة الرابعة،
مصدر الكتاب : موقع صيد الفوائد www.saaid.net
مصدر الكتاب : موقع صيد الفوائد www.saaid.net
17). دكتور علي جريشة, شريعة الله
حاكمة، ضمن محاضرات الجامعة الإسلامية
بالمدينة المنورة في موسمها
النقافي للعام الدراسي 1396\ 1397هــ من
مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1397هـ .
18). د.جعفر عبد
السلام، المركز القانوني الدولي لمدينة القدس، ط الثانية من كتاب يصدر عن رابطة
العالم الإسلامي مكه المكرمة، السنة الثامنة عشرة
العدد 157عام 1420هـ.
19). عبد الشافي
القوصى ومحمد أحمد محمدين، حركة التضامن الإسلامي ودور المملكة في تأسيسها
وإنهاضها، دار الصحوة للنشر والتوزيع – القاهرة
1994م
20). العلامة صدرالدين محمد
بن علاء الدين علي بن مجمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقين شرح
العقيدة الطحاوية، االمكتب الإسلامي، الطبعة الخامسة 1399هـ بيروت.
21). دكتور رأفت غنيمي الشيخ،
صفحة من جهود آل سعود في عمارة الحرمين الشريفين، دار الصحوة للنشر
والتوزيع – القاهرة 1994م
22). مجلة الجامعة
الإسلامية المدينة المنورة، العدد الأول السنة الأولى ربيع الأول 1388هـ \ حزيران 1968م
ص
16- 21
23). التنصير
خطة لغزو العالم الإسلامي ترجمة من The Gospel
And Islam A 1978 Compendium, Don M.McCurry, Editor, MARC 919 West Wosington
Drive, Monrovia, California 91016 A Ministry of World Vision International الطبعة الأولى
1415هـ \ 1994 م
[1] خير الدين الزركلي, شبه الجزيرة في عهد الملك
عبد العزيز, دار العلم للملايين بيروت, طبعة 3/ 1985م ص 2/567- 568
ص 353 - 354
[4] خير الدين الزركلي, شبه الجزيرة في عهد
الملك عبد العزيز, دار العلم للملايين بيروت, طبعة 3/ 1985م ص 2
/349 - 351
[5] محمد فؤاد إتراهيم و خالد عزب، المملكة
العربية السعودية نهضة حضاارية في ظل التوحيد, دار الصحوة للنشر القاهرة 1994م
ص 15
[6] محمد فؤاد إتراهيم و خالد عزب، المملكة
العربية السعودية نهضة حضاارية في ظل التوحيد, دار الصحوة للنشر القاهرة 1994م ص
13 عن خيرالدين الزوكلي، الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز، بيروت 1987م ص
126.
[9] أبو الحسن علي الحسني،
ماذا خسرالعالم بانحطاط المسلمين ، الطبعة الرابعة، مصدر الكتاب : موقع صيد الفوائد www.saaid.net
1/23- 24
[10] التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي ترجمة من
The Gospel And
Islam A 1978 Compendium, Don M.McCurry, Editor, MARC 919 West Wosington Drive,
Monrovia, California 91016 A Ministry of World Vision International الطبعة
الأولى 1415هـ \ 1994 م
ص 764 .
[11] أبو الحسن علي الحسني،
ماذا خسرالعالم بانحطاط المسلمين ، الطبعة الرابعة، مصدر الكتاب : موقع صيد الفوائد www.saaid.net
1/221
Tidak ada komentar:
Posting Komentar